انتهى العيد.....
لم يكن على المستوى الذي أطمح إليه.. لكنه انتهى على خير، وكسل، وكعك، وبيتي فور، و.........
**
دخلت على الانترنت في العيد، وفوجئت بهذا الموضوع في مدونة مالكوم إكس، وتركت تعليقا لم يطلبه أحد، الموضوع كان عن مضايقات وتحرشات تعرضت لها فتيات في وسط المدينة نتيجة تزاحم شارع طلعت حرب وامتلائه بالشباب الضائع هناك.
للأسف أن هؤلاء الفتيات أو السيدات قد تعرضن لهذه التحرشات في -رأيي- نتيجة الصورة النمطية عن بعض الفتيات المتواجدات في الشوارع أيام الأعياد والعطلات الرسمية و أيام الخميس....
أتذكر أن أحدهم علق هناك في المدونة عن أن الشباب الفاجر هناك كان يبحث عن فتيات للترفيه.
الحقيقة أن هذا الكلام به شيء من الصحة...
ألم ير أحدكم هذه الأمور في العيد..؟ لماذا تم اقتصار التهمة على هؤلاء الحثالة في شارع طلعت حرب فقط...؟
**
عندما طرحت صور الوعي المصري، وموضوع مالكوم إكس في مكان آخر، تم التشكيك في الصور، واتهم كل من وائل عباس، وصاحب مدونة مالكوم إكس إنهما من المبالغين، وأن الصور لشجارات عادية تم تلفيق معناها .
وتم لومي على نشر هذه السخافات... فمصر هي بلد الأزهر و...............
**
وفي تعليقات البعض عند مالكوم إكس تم توجيه كل الاتهام على الشباب المنحرف... وهذا شيء صحيح، فأمام مول طلعت حرب طوال العام وخصوصا في الصيف قد تجد مراهقين وشباب متنطعين يضايقون المارة، خصوصا أيام الخميس، قد يكون بعضهم من عاطلين شارع الشواربي.
لكن أليس وقوفوهم في هذا المكان والزمان لهدف ما..؟ لانتظار شيء ما..؟
**
ما الذي يدفع هؤلاء الشباب إلى هذا التصرف..؟
بعض من قرأوا الموضوع وشاهدوا الصور أنكروا التصرف أساسا كما حدث معي، والبعض الآخر، تحدث بنبرة المجتمع الذكوري والضعف الأنثوي، وهناك من ألقى بعباراته الشامتة في الإسلاميين، لأن الحجاب لن ينفع الفتيات وقت الأزمة .....!!!!!!
**
هذا الموقف ذكرني بمواقف سخيفة أخرى رأيتها منذ سنوات...
أحدهم كان صديق دراسة لي وجاري (إعراب صديقي هنا اسم كان مرفوع من حياتي)، افترقنا بعد أن أصبح مهووسا بالعلاقات مع (الحريم)، وأصبح لا يمانع في شرب أي شيء مسكر عدا الدخان، آخر مرة قابلته كانت حالته أحسن.
هذا الشخص... حدثني أنه في احد المرات كان في الملاهي، وتحرش هناك في زحام إحدى الحفلات بفتاة عربية، ورغم أنه ليس لي أخوات بنات كي أحكم على شعور الرغبة في الثار من منطلق الدفاع عن الشرف، إلا أنني قد شعرت بهذا الإحساس وقتها....
كانت وجهة نظره أن أغلب العرب يأتون إلى مصر لسبب واحد.
وكانت هذه الفتاة في الحفلة الغنائية ضحية النظرة النمطية، وضحية شاب ذهب إلى مكان يبحث فيه عن نمط محدد.
**
نفس القصة المالكية.. ذكرتني بصديق آخر كنا نسير منذ عدة أعوام في الكوربة بمصر الجديدة، يوم خميس، اليوم المخصص لرعاع الشوارع.. كان حرية مول وقتها يحتضر، ما حدث أننا وجدنا حوالي عشرين شاب يجرون وراء فتاة، لم يحدث تحرش، أو أنا لم أره.. لكن الفتاة كانت في حالة غير طبيعية،أحيانا تبتسم.. أحيانا تهذي.. وترتدي فستان، قد يعتبره البعض مثير...!
كانت الفتاة إما تحت تأثير مخدر، أو في حالة سكر، أو أنها معاقة ذهنيا.. بعد أن ابتعد عنها الشباب - ربما لإحساسهم أنها ليست بغي- التقيناها أنا وصديقي في أحد الشوارع، واقتربنا.. ما اكتشفناه وقتها أنها تقريبا معاقة ذهنيا وتائهة.
قد تكون (سكرانة)، أو خرساء، أو ........لكن الافتراض الأول هو ما وقع في ذهننا آنذاك.
**
أيام الخميس والأعياد.. قد تجد فتيات لديهن استعداد لقضاء وقت مع شاب في سيارة، هن قلة تفسد صورة جميع البنات.. قد تجد بعض فتيات البغاء المحترفات أيضا.
في تلك الأجواء قد تبدو القلة كثرة عندما يتم التركيز عليها.
أغلب الشباب الضائع يبحث عن هؤلاء، ما حدث في طلعت حرب، هو ما حدث للفتاة العربية من صديقي القديم، وهو ما حدث للفتاة في الكوربة.. فعندما تشعر أنه ليس لديك سيارة تخطف بها إحداهن من الطرقات، أو أنك غير مرغوب فيك، قد تلجأ للعنف لخطف ما تظن أنه من حقك.. خصوصا أن العرض محدود، فهي ثلاثة أيام فقط وتنتهي المهلة.
**
زميل دراستنا الثالث الآن هو أحد الضباط، في أحد الأيام التقيت صديقا مشتركا بيننا، وعلمت عن مغامراتهم ليلا بالسيارة (لشأط) بنات من الطريق، هؤلاء كن فتيات بغاء ويأخذن آجر..
ما حدث في طلعت حرب حسب رواية من كتبوا، وجدته إحساس هؤلاء الضائعون بالظلم.. أغلب هؤلاء الشباب في الصور ليس لديهم سيارة، ولا يعرفون سبيلا للتعامل مع امرأة بغي، فكانت تلك هي النتيجة.
محاولة لنيل حقوقهم في الترفيه.. خصوصا وأنهم متأكدون أن الأعياد هي الموسم الأكثر رواجا لفتيات يبحثن عن الترفيه، أو فتيات بغاء.
.
أذكر أحد التحقيقات.. كنت قد قرأت فيه أن من يتم الاعتداء عليهن في حوادث الاغتصاب، قد تكون فتاة عادية الملبس، أو أم لديها عدد من الأطفال.. لكن حظها العثر جعلها في موضع شك، فكانت في مكان (نمطي) يتوقع فيه هؤلاء الشباب وجود بغيتهم .
**
هؤلاء الشباب الضائع، هم امتداد لموظفين وحرفيين يقولون "كل الناس بتكسب.. اشمعنى أنا..؟" فيبدأ الغش، والابتزاز بغرض الرشوة، حتى تصبح الصورة عادية .
العنف من أجل الحرام هو آخر ما قد نصل إليه.
أتذكر ما كان يحدث في رمضان الماضي من جشع المتسولين، وما يقوم به بعضهم من غش، وما رأيته من ظاهرة جديدة هي ممارسة الغلظة في التسول أو عند طلب المعونة من الجمعيات الخيرية، أو ما حدث لأحدهم وهو يوزع الصدقات في رمضان على كناسين الشوارع وتمت محاولة خطف الأموال منه.
**
مرحلة العنف من أجل أخذ ما هو ليس من حقك، أو ما هو أكثر من حقك لعلها إحدى المراحل التي نعيشها...
فهؤلاء يريدون تخطي مرحلة الاستجداء، استجداء المتسول لمن معه الأموال..
أو استجداء الشباب البائس بغرض الإيقاع بفتيات اعتقدوا أنهن يبحثن عن صاحب سيارة أو صاحب المظهر الحسن.
هؤلاء يريدون الانتقام ممن معهم الأموال، وسئموا معاملتهم ككلاب حراسة..
وهؤلاء يريدون الانتقام من فتيات يترفعن عن التعامل معهم.
الجميع يريد تحقيق العدالة في الخطأ.
**
في تلك الأجواء قد يظلم البعض... قد تظلم فتيات بريئات، وقد يظلم أصحاب أموال.
لم أكن أريد أن أكتب عن هذه الأمور.. قصص كلها مقرفة، والتركيز عليها قد يشوه الصورة، أي صورة .
ربما أكتب هنا سريعا بعد أن وجدت رفضا للصور والقصص التي كتبها مدونين بعد أن عرضتها على آخرين، وتم لومي على طرح مثل هذه الموضوعات، وهو الأمر الذي أثار اندهاشي بقدر ما اندهشت لبعض التعليقات التي أخذت تنظر على الموضوع من منطلق سياسي أو ديني، وليس من منظور اجتماعي.
**
عذرا : الموضوع (بدون تعليق)
____________________
.
تحديث : على مايبدو إن فكرة إغلاق التعليقات، فكرة فاشلة.. ولا تصلح مع كافة الموضوعات
أفضل مالفت نظري حول الموضوع : كفانا تهويل
أغرب ما قرأت حول نفس الموضوع : بعد أحداث التحرش الجنسي بالستات - فضفضة
للمتابعة : روابط اليوم عن موضوع حفل التحرش الجماعي بوسط البلد