
**
أصبحت المنطقة أكثر هدوءا، رغم صخب بعض المراهقين أو الأطفال هنا وهناك.. ربما ما زال هناك من يتسرب إليها من المناطق المجاورة على أساس انه يتفسح... نعم بعضهم يأتي مع صديقته أو خطيبته للتمشية في منطقتنا، شيء غريب !!!
كنت أعتقد أننا من فقراء القوم، أو على الأقل من الطبقة المتوسطة، لكن البعض يعاملنا كبشوات، رغم تواضع الحال .
**
أحد الشخصيات جاء مقبلا علي.. تذكرته، لكن لم أكن متأكدا، تذكرت أننا كنا معا في المرحلة الثانوية، وانقطعنا عن بعضنا البعض، وها هو مقبل علي يتجاهلني وأتجاهله، عادي...
(التنفيض)
**
وأنا أمر أمس نادى منادي على الصلاة، دخلت المسجد، وجدت وجوه، البعض أخذ يتفرس ملامحي، أحيانا كنت ألاحظ أن القدامي المنتشرين، قد تحولوا إلى شيوخ، كنت أشعر بالرضا لسبب واحد أنهم سلفية وليسوا إخوان .
السلفي ليس لديه خطة كبرى.. على عكس الناشط الاخواني.. الاثنان لا أعتنقهما، لكن يجمعني بالسلفي أنه إلى حد ما حر من أي سلطة مركزية تسيطر عليه، رغم الاتهامات بالوهابية وما يقال عن شيوخ السلفية في مصر وأنهم يرسخون لاتجاهات سعودية في مصر .
**

لأعترف أن السمة السائدة في هذه الأوطان هو الفشل.. نعم.. عندما تجد كلمات مريرة ، حاقدة ، تحريضية.. فاعلم أنك أمام إنسان فاشل.. أو بلد فاشل
هكذا حال كثير من العرب، وخصوصا ما أراه حولي هنا في مصر .
**
مرة كنت ماشي في الزمالك.. أو بمعنى أصح كنت واقف على محطة أبوالفدا المكان الوحيد الذي تستطيع الخروج منه من جزيرة الزمالك، حولي طلبة كلية الفنون الجميلة، أمامي شخص بشبه عليه، فعلا هو...؟!
كان يطوف هناك بلا هدف، ومعه شاب يحمل كاميرا وآخر على نفس الحالة، ظننته قد تحول إلى مخرج أو ما شابه... اكتشفته بعد ظهور محطة أو تي في .
**
اسمه عمرو... هو مقدم برنامج شغال المذاع على أو تي في.. كان أحد أبناء منطقتنا، كان أصغر مننا، ولد لذيذ، غريب، يصادق من هم أكبر منه.. لدي عنه قصص، وجدته فجأة أمامي على الشاشة.
تذكرته وهو في المرحلة الإعدادية يلعب الكرة في الشارع معنا بالشورت والكاب، كان ولد مدلل، لكن الحقيقة وجدته تغير في أو تي في.. لم يتغير كثيرا .
**
تذكرته مرة أخرى بالأمس وأنا أطوف حول المنطقة.
عدت إلى المنزل، وانا كلي حنين لأيام وسنوات مضت قضيتها مع شباب تقليدي عقيدتهم الاستهتار، لم تكن أياما مرحة بقدر ما كانت غير مفيدة، لكن... كان لا بد لها أن تكون هكذا.
رغم أني كثيرا ما كرهت المنطقة التي أسكن بها، لأنها بلا هوية.. خصوصا لشخص مولود في شبرا وأقاربه قاهريين يتوزعون في كل مكان، لكني بالأمس شعرت بحنيني لهذه المنطقة اللعينة أو الملعونة التي أعيش فيها وأنا منقطع عنها.