اعتدت أن أراهم كلما مررت من هذا الطريق عائدا إلى المنزل، جرت العادة أن يكون حديثهم ـ أو صراخهم ـ حول أمور تقليدية، الكووورة، الحريم، الجامعة.. بالأمس رأيتهم يتحدثون بنفس النبرة عن غزة
ظهر أمامي وجه معتز الدمرداش وهو يصف التحول الذي طرأ على الشباب المصري الواعي، الشباب الذي طلى وجهه بألوان علم مصر وساند الفريق القومي في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي فازت بها مصر.. في ستاد القاهرة، نعم.. الشباب الذي نفر نفرة واحدة، وهب من أجل نصرة رسوله، ووقف في وجه أحفاد الفايكنج المتعصبين، الشباب الذي.. الذي.. الذي
**
اكتشفت، واكتشف بعض من أعرفهم أنني مستهزئ كبير، مستهزئ بدرجة متنمر، وهي التهمة التي أطعن فيها الآن أمام محكمتي الخاصة، حاولت أن أعمل على مراقبة الذات.. واكتشفت، نعم.. من حقي أن أكتشف مثل الآخرين.. اكتشفت أن بعض كلمات الأغاني الهامة، لها تأويلات غريبة لدي
مثلا أغنية سيد درويش، أهو ده اللي صار، تلقيت بعض أبياتها بعقل ساخر، بل تشككت في أن سيد درويش ـ صاحب
المزاج ـ هو نفسه كان يبطن شيء من السخرية في كلماته
أهو ده اللي صار وادى اللي كان
مالكش حق تلوم عليه
تلوم عليه إزاي ياسيدنا
وخير بلادنا ماهوش في ايدنا
قول لي عن أشياء تفيدنا
وبعدها ابقى لوم عليه
بدال مايشمت فينا حاسد
إيدك في إيدي نقوم نجاهد
واحنا نبقى الكل واحد
والأيادي تكون قوية
مصر ياأم العجايب
شعبك أصيل والخصم عايب
خللى بالك م الحبايب
دولا أنصار القضية
كلماته، تجعلني ابتسم.. خير بلادنا ما هوش في ايدنا، قولي عن أشياء تفيدنا، ايدك في ايدي نقوم نجاهد، خللي بالك من الحبايب، دولا أنصار القضية
الله يرحمه كان راجل دماغ، ذكرني بلويس أرمستروج وهو يغني للعالم الجميل، في وقت كان العالم يشتعل كراهية، هناك
من يرى أن آرمسترونج كان يستهزئ بالعالم الــ...ـجميل
**
حين أفكر في غزة، وإسرائيل، ومصر، والعرب .. أرى لوحة لرسام فاااااااشل، أفشل ما فيها على الترتيب : حماس، إسرائيل، فتح، الحكومة المصرية، وزمرة من العرب المغفلين من صائدي الأسماك الميتة في المياه العكرة
أريد الآن أن أحذف هذه الفقرة الأخيرة، فهي سوداوية، لكن لأكملها بما هو أسود، الحقيقة أن كثير من المراقبين والمحللين، على النواصي، على الانترنت، على الفضائيات، على الكراسي، في أي داهية، كلهم يبحثون عن الحدث
**
عزيزي، إليك احدى المعادلات الظريفة، الاعلام يساوي : بني أدم يقوم بحدث، وآخر يحكيه، وثالث يتلقاه، وفي كل مهمة من هذه المهام الثلاث درجة من الاستمتاع، فأنت حين تفجر نفسك ظانا انك تصنع حدثا فارقا، ستجد في ذلك متعة، وحين تنقل هذا الخبر الطازة إلى غيرك، ستجد في ذلك متعة تصور لك أنك على علم على العالمين، أما من سيتلقي هذا الحدث، ويتفاعل معه، فسيجد متعة من نوع ثالث
والحقيقة أن الثلاثة.. كل منهم يصنع حدثه الخاص، معتقدا أنه يؤثر في الآخرين
لن تفهم ما أحدثك عنه إلا إن كنت هنا معي
أنا ـ وربما أنت ـ الطرف الرابع
الذي لا يشعر به أحد
ظهر أمامي وجه معتز الدمرداش وهو يصف التحول الذي طرأ على الشباب المصري الواعي، الشباب الذي طلى وجهه بألوان علم مصر وساند الفريق القومي في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي فازت بها مصر.. في ستاد القاهرة، نعم.. الشباب الذي نفر نفرة واحدة، وهب من أجل نصرة رسوله، ووقف في وجه أحفاد الفايكنج المتعصبين، الشباب الذي.. الذي.. الذي
**
اكتشفت، واكتشف بعض من أعرفهم أنني مستهزئ كبير، مستهزئ بدرجة متنمر، وهي التهمة التي أطعن فيها الآن أمام محكمتي الخاصة، حاولت أن أعمل على مراقبة الذات.. واكتشفت، نعم.. من حقي أن أكتشف مثل الآخرين.. اكتشفت أن بعض كلمات الأغاني الهامة، لها تأويلات غريبة لدي
مثلا أغنية سيد درويش، أهو ده اللي صار، تلقيت بعض أبياتها بعقل ساخر، بل تشككت في أن سيد درويش ـ صاحب

أهو ده اللي صار وادى اللي كان
مالكش حق تلوم عليه
تلوم عليه إزاي ياسيدنا
وخير بلادنا ماهوش في ايدنا
قول لي عن أشياء تفيدنا
وبعدها ابقى لوم عليه
بدال مايشمت فينا حاسد
إيدك في إيدي نقوم نجاهد
واحنا نبقى الكل واحد
والأيادي تكون قوية
مصر ياأم العجايب
شعبك أصيل والخصم عايب
خللى بالك م الحبايب
دولا أنصار القضية
كلماته، تجعلني ابتسم.. خير بلادنا ما هوش في ايدنا، قولي عن أشياء تفيدنا، ايدك في ايدي نقوم نجاهد، خللي بالك من الحبايب، دولا أنصار القضية
الله يرحمه كان راجل دماغ، ذكرني بلويس أرمستروج وهو يغني للعالم الجميل، في وقت كان العالم يشتعل كراهية، هناك

**
حين أفكر في غزة، وإسرائيل، ومصر، والعرب .. أرى لوحة لرسام فاااااااشل، أفشل ما فيها على الترتيب : حماس، إسرائيل، فتح، الحكومة المصرية، وزمرة من العرب المغفلين من صائدي الأسماك الميتة في المياه العكرة
أريد الآن أن أحذف هذه الفقرة الأخيرة، فهي سوداوية، لكن لأكملها بما هو أسود، الحقيقة أن كثير من المراقبين والمحللين، على النواصي، على الانترنت، على الفضائيات، على الكراسي، في أي داهية، كلهم يبحثون عن الحدث
**
عزيزي، إليك احدى المعادلات الظريفة، الاعلام يساوي : بني أدم يقوم بحدث، وآخر يحكيه، وثالث يتلقاه، وفي كل مهمة من هذه المهام الثلاث درجة من الاستمتاع، فأنت حين تفجر نفسك ظانا انك تصنع حدثا فارقا، ستجد في ذلك متعة، وحين تنقل هذا الخبر الطازة إلى غيرك، ستجد في ذلك متعة تصور لك أنك على علم على العالمين، أما من سيتلقي هذا الحدث، ويتفاعل معه، فسيجد متعة من نوع ثالث
والحقيقة أن الثلاثة.. كل منهم يصنع حدثه الخاص، معتقدا أنه يؤثر في الآخرين
لن تفهم ما أحدثك عنه إلا إن كنت هنا معي
أنا ـ وربما أنت ـ الطرف الرابع
الذي لا يشعر به أحد