هو مسجد لا يعرفه إلا من شاء ربي، محرابه مهجور، وبابه مستور. يقف أمامه جني جاوز الألف الخامسة، في قبضته مساجد وكنائس ومعابد وقلاع وأوثان مهجورة لا يزورها أحد. يقف هناك أمام الباب في انتظار قضاء الله، اقتربت ثم عُدت خائفا، فأشار بيد مرتعشة: "عد وصلِّ.. لكن لن تجد هناك ميضاة" ، شكرته وحمدت من جعل الجن خادما لمساجد المؤمنين
أزحت الباب بكتفي، وشبِّه عليَّ أني رأيت صلبانا وصورة مريم والمسيح، وقرآنا فوق صحف موسى، وأبيات شعر لسيف بن ذي اليزن، ثم جاءت ريح طيبة حركت الباب لكنها لم تغلقه، توجهت إلى المحراب، وانتظرت الملائكة فلم تأت، انتظرت علامة أو بشارة فلم أرها.. صليت ألف ركعة، وهبط عليّ رزق من السماء، ودخل من النافذة نور على نور
**
تلوت أبياتا للششتري، وتذكرت ديار أهلي في الأندلس، ومن بعيد سمعت أنغام قيثارة وموشحا يتغنى بحمد الله وفضله، درت حول نفسي في رقصة دامت ألف سنة إلا خمسين عاما حتى سقطتُ في بئر فيه طفل يبكي، فمرت سيارة أخرجتنا وأخذوه إلى العزيز وأعادوني إلى المحراب
ـ"لا تغلق الباب، عساك تعود"ـ
أخذ الحارس يدي، وأراني صور من مروا عليه في المسجد، وفي نهاية الطريق تحول إلى شيخ كبير، أشار بيده إلى طريق العودة، لم أتحرك، أشار مرة أخرى بيد أقوى إلى النيل، فرحلت ولم أعرف طريق المسجد مرة أخرى
.jpg)
**
تلوت أبياتا للششتري، وتذكرت ديار أهلي في الأندلس، ومن بعيد سمعت أنغام قيثارة وموشحا يتغنى بحمد الله وفضله، درت حول نفسي في رقصة دامت ألف سنة إلا خمسين عاما حتى سقطتُ في بئر فيه طفل يبكي، فمرت سيارة أخرجتنا وأخذوه إلى العزيز وأعادوني إلى المحراب

أخذ الحارس يدي، وأراني صور من مروا عليه في المسجد، وفي نهاية الطريق تحول إلى شيخ كبير، أشار بيده إلى طريق العودة، لم أتحرك، أشار مرة أخرى بيد أقوى إلى النيل، فرحلت ولم أعرف طريق المسجد مرة أخرى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة من مسجد مهجور في حي الدقي بالجيزة، زرته في العام 2008