لن يمنع أحدهم نفسه من أن يبتسم حين يقرأ هذا العنوان في صحيفة الأهرام اليومية : زيادة حصة سوهاج من بنزين80 لحل الأزمة. العبارة التي قيلت بعدها كانت: عايزين الناس تولع نفسها في سوهاج !! . على الأقل هناك ستة مواطنين حاولوا وتوفي أحدهم، في هذا الزحام تخرج صيحات ومناشدات مثل التي ذكرها أدمن مجموعة كلنا خالد سعيد: لا للانتحار.. نعم للمطالبة بالحقوق، أو دعوة الشيخ القرضاوي حين قال: حافظوا على حياتكم فالذي يجب أن يحرق هم الطغاة
**
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يحرق فيها مواطن مصري نفسه احتجاجا على الظلم، لكن تكرار الحوادث في مدى ز
مني قصير هو المثير للجدل الدائر الآن، ويكاد يتفق الجميع على أن المحرض الأول على هذه الحوادث هو محمد البوعزيزي رمز الثورة التونسية، هذه الفرضية تدفع إلى البحث في ذهن هؤلاء الضحايا/المواطنين، لابد أن المحترق الأول قد فرض قواعد جديدة، فرسالته إلى السلطة كانت التذكير بالانتفاضة التونسية، وهي الرسالة التي فهمها من جاؤوا بعده على أنها إحدى وسائل الضغط السريع، حتى أن العدوى امتدت إلى شرائح أخرى أفضل حالا مثل الفنانين على حد ما نقله موقع صحيفة الدستور
**
الأهم في هذا الشأن أن صورة محمد البوعزيزي – أيقونة الثورة التونسية – وهو محترق قد أصابت – فيما يبدو – القيادة السياسية في مصر بالقلق، ظهر هذا في تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وفي بعض المانشيتات الصحافية مثل جريدة الأخبار التي نالت بعض السخرية على المانشيت المرتعد في صدر الصفحة
**
تحول محمد البوعزيزي إلى رمز احتجاج وأصبح الاشتعال أداة تغيير ينقلنا لا إراديا إلى فكرة رومانسية عن الاحتراق من أجل هدف نبيل، أو الاستشهاد في سبيل بقاء الآخرين، من المؤكد أن من فجـّر نفسه في كنيسة القديسين كان يعتنق – مثل من سبقوه – فكرة أنه ينتصر من أجل هدف سامي، أيا كان الهدف سواء إشعال الموقف الطائفي على أمل التغيير، أو الانتقام للاسلام، وهو ما حوّل الممارسة إلى تيمة
**
في مقطوعة موسيقية لعمر خيرت أنشد على لسان الكورال هذه الكلمات : بسم الله . الله أكبر . بسم الله. لم يكن ذلك اعتباطا بقدر ما هو استعارة لتعبير الله أكبر الذي ردد بعض قادة حرب أكتوبر أنه كان كلمة السر في معركة العبور.. وليس من المستغرب أن تكون الله أكبر فيما بعد هي كلمة السر في فوز مصر في كثير من مباريات كرة القدم الحاسمة، لتتكرر قصة العبور مرة أخرى، فيتحول العبور العسكري إلى عبور رياضي يضاهي ما صنعه الآباء من قبل
**
من المؤكد أن بؤس الحالة المصرية في العقود الأخيرة سببه الاعتماد على استعارة تيمات النصر، مثل محاكاة فكرة الاستشهاد الإسلامية، أو ترديد عبارة ترمز لانتصار في حرب قديمة، ليست هذه دعوة إلى إنتاج تيمات جديدة، لكن البؤس الحقيقي هوغياب النصر نفسه، حتى إن كان مجرد نصر زائف، فعند مقارنة تأثير خطاب جمال عبدالناصر وتحوله لدى البعض إلى تيمة عربية يقلدها أي سياسي، نجد الآن أنه حتى تلك الانتصارات الخطابية لم يعد لها وجود
**
حتى هذه اللحظة لم يحرق ناشط سياسي نفسه احتجاجا على ما يحدث، ما زال لديهم أمل في 25 يناير القادم على امل إنتاج تيمة جديدة، أما المهمشون الذين ليس لديهم أي قدرة على مناطحة الحقيقة، فيستمرون في استعارة تيمات النصر، سواء في تكرار الله أكبر، أو في عملية استشهادية، أو حتى في إشعال الذات
**
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يحرق فيها مواطن مصري نفسه احتجاجا على الظلم، لكن تكرار الحوادث في مدى ز

**
الأهم في هذا الشأن أن صورة محمد البوعزيزي – أيقونة الثورة التونسية – وهو محترق قد أصابت – فيما يبدو – القيادة السياسية في مصر بالقلق، ظهر هذا في تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وفي بعض المانشيتات الصحافية مثل جريدة الأخبار التي نالت بعض السخرية على المانشيت المرتعد في صدر الصفحة
**
تحول محمد البوعزيزي إلى رمز احتجاج وأصبح الاشتعال أداة تغيير ينقلنا لا إراديا إلى فكرة رومانسية عن الاحتراق من أجل هدف نبيل، أو الاستشهاد في سبيل بقاء الآخرين، من المؤكد أن من فجـّر نفسه في كنيسة القديسين كان يعتنق – مثل من سبقوه – فكرة أنه ينتصر من أجل هدف سامي، أيا كان الهدف سواء إشعال الموقف الطائفي على أمل التغيير، أو الانتقام للاسلام، وهو ما حوّل الممارسة إلى تيمة
**
في مقطوعة موسيقية لعمر خيرت أنشد على لسان الكورال هذه الكلمات : بسم الله . الله أكبر . بسم الله. لم يكن ذلك اعتباطا بقدر ما هو استعارة لتعبير الله أكبر الذي ردد بعض قادة حرب أكتوبر أنه كان كلمة السر في معركة العبور.. وليس من المستغرب أن تكون الله أكبر فيما بعد هي كلمة السر في فوز مصر في كثير من مباريات كرة القدم الحاسمة، لتتكرر قصة العبور مرة أخرى، فيتحول العبور العسكري إلى عبور رياضي يضاهي ما صنعه الآباء من قبل
**

من المؤكد أن بؤس الحالة المصرية في العقود الأخيرة سببه الاعتماد على استعارة تيمات النصر، مثل محاكاة فكرة الاستشهاد الإسلامية، أو ترديد عبارة ترمز لانتصار في حرب قديمة، ليست هذه دعوة إلى إنتاج تيمات جديدة، لكن البؤس الحقيقي هوغياب النصر نفسه، حتى إن كان مجرد نصر زائف، فعند مقارنة تأثير خطاب جمال عبدالناصر وتحوله لدى البعض إلى تيمة عربية يقلدها أي سياسي، نجد الآن أنه حتى تلك الانتصارات الخطابية لم يعد لها وجود
**
حتى هذه اللحظة لم يحرق ناشط سياسي نفسه احتجاجا على ما يحدث، ما زال لديهم أمل في 25 يناير القادم على امل إنتاج تيمة جديدة، أما المهمشون الذين ليس لديهم أي قدرة على مناطحة الحقيقة، فيستمرون في استعارة تيمات النصر، سواء في تكرار الله أكبر، أو في عملية استشهادية، أو حتى في إشعال الذات