أجلس
على نفس المكتب ، أمام شاشة الكمبيوتر ، لمدة أربع ساعات ، لا أستطيع فعل شيء ،
أعلم أني تحدثت كثيرا عن الحساسية التي تصيبني وعن أعراضها القذرة ، و..الخ .
ليس هدفي تكرار الكلام ، بل محاولة تشغيل عقلي المعطل.
على
مدار الساعات الأربع ، توصلت إلى أرقام الهواتف المطلوبة، أخرجت هاتفي كل نصف ساعة
، لكني لا أحدث أحدا .
- إنت مضايق ليه ؟
- مش مضايق ، بس تعبان
يا
الله ، ماذا أفعل !؟
**
أبحث
عن نقطة ضوء أسعى خلفها ، حتى أعود إلى حيث كنت . لن أكرر حديثي عن محاولاتي البائسة بعد الثورة لتحميس سائقي التاكسي كي ينشؤوا
رابطات مهنية تخصهم، كبديل عن نقابتهم الفاشلة ، حاولت ، وأخفقت، حتى أتاني اليقين.
قبل
يومان تلقى سائق التاكسي مكالمة هاتفية من زميله ينصحه ألا يذهب ناحية كوبري
أكتوبر من ناحية مدينة نصر ، فقد قرروا قطع الطريق
- ماتعرفشي مين اللي منظم الاضراب ده ؟
- كذا رابطة للسواقين اتجمعوا ، وقرروا قطع اكتوبر عشان مافيش حل تاني
لم
أستطع النطق ، لم أسأله من شجعهم ، ومن نظمهم .. لكن الحلم تحقق جزئيا ، على يد
آخرين ، ولم يكن لي أي دور في هذا سوى الدعوة والتبشير ، و لم أعلم من
سينفذ.
"فَمُ الصِّدِّيقِ
يَلْهَجُ بِالْحِكْمَةِ، وَلِسَانُهُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ."
**
الكلام
من حولي يتحول إلى رنات تدق أعصابي ، لن يضيع اليوم..
كنت الأسبوع الماضي في ما وراء العقل، لم استطع أن أفكر في أي شيء ، و بعد أن عدت
إلى المكان والزمان والانسان ، أحاول ألا تطردني
الحساسية إلى خارج دائرة التفكير
**
الآن .. أنا أستدعي طاقات آلهة الحدة والصياعة .. أعيد إحياء سخط عبدالله بدر ،
وعدوانية وجدي غنيم ، واستفزاز خالد عبدالله ، أنا في انتظار المدد ، ربما كلمة منهم تعيدني إلى الحياة،
مثلما عاد سائقو التاكسي الى احتجاجاتهم.
**
العنوان من موال شهير لأحمد عدوية
**
العنوان من موال شهير لأحمد عدوية
No comments:
Post a Comment